كان شيخنا العلامة محمود أشرف العثماني رحمه الله تعالى رحمة واسعة
ينقل من مشايخه أنهم كانوا يمنعون من ظهور العالم على المنابر ووعظه للناس قبل سن الأربعين
فإذا بلغ الأربعين أجازوا له أن يخرج للناس
وكان شيخنا يعلله بأن المرء قبل الأربعين نظره غالبا يكون إلى الناس
فهو عرضة أن يغتر إذا رأى مدح الناس
وعرضة الانفعال إذا ذموه
ولكنه بعده (وكلام الشيخ في العلماء الذين تربوا على المشايخ بمعنى اتخذوا شيخا مرشدا في التصوف للتزكية)
يكون نظره إلى نفسه وإلى رسالته
ولا يؤثر فيه مدح الناس وذمهم كثيرا
قلت: كلام العلماء هذا كان في خروج العالم إلى المنبر ووعظه الناس
وهذا دون خروج مواقع التواصل الاجتماعي بكثير
ومع هذا كلامهم في زمانهم وفي العلماء وفرة -نظرا إلى زماننا- وفي العامة الخير، والنظر إلى كلام العلماء والاتعاظ بهم
وأما اليوم فنحن في زمان مختلف
والله المستعان
ثم هذا المعنى يمكن ذكر وجوه أخرى في بيانه
منها: أن العلم كيفية في النفس الإنسانية
بمعنى هو شيء يتكيف به الإنسان
ويبدو من تصرف كثير من الناس في زماننا
أنهم يظنون أن العلم متاع
قول يقال
ولفظ يلفظ
ورسم يُرسَم في الورق
ويخزن في الدفاتر والكتب
ولا يعرفون أن القول لفظ يقال ويسمع
وأما العلم فكيفٌ يستقر في الإنسان
وليس شيئا يلفظ ويقال ويسمع ويرسم ويخزن في غير النفس الإنسانية!
فالعلم كيفية نفسانية
هذا المعنى مع وضوحه وعدم الشك فيه
تكاد تقع في الشك من تصرف الناس اليوم
فتجد من الشباب الغر
ولم يطر شاربه بعد
يجد في نفسه ذكاء
ووسائل التواصل مليئة بالدروس والمقالات و....
يخوض في شيء من هذه المواقع
فيجد من نفسه أنه ملك العلم وأحاط به
وقد قرأ كتابا أو كتابين
أو سمع درسا أو درسين !
يظن أن العلم هو قول ورسم يرسم في الكتب
ولم يذق من اليقين ومن العلم شيئا!
فيقول لك: أما شرح المواقف فيكفي له أربعة أشهر
ائتوني بعده بكتاب جديد!
سيهضم الكتاب في أربعة أشهر ، ويكون بمنزلة السيد الشريف الجرجاني
هو رجل والسيد أيضا رجل
سيجلسان بعده جلوس النظير إلى النظير!!
فكلام العلماء هذا علاج لأمثال هؤلاء الشباب من هذه الناحية أيضا
فليعلم الطالب الشاب أن العلم ليس لفظا يقال ويسمع
وإنما هو شيء يستقر في العقل والقلب
والألفاظ وسائل بلا شك
فلا يشتبه عليه الوسيلة بما يتوسل به إليه
فليس كل ما تراه وتسمعه تعلمه!
فتمهل
واجلس إلى العلماء
وحاور وناقش
فإذا قضيت في سبيل العلم مدة طويلة
وأنت ملازم العلماء
بدأ ينبت في نفسك معان كنت تردد ألفاظها بلسانك
وأنت تزعم أنك قد أدركت القصة
فطلع أن ذاك كان حكاية القصة
وأنك نزلت الواقع الآن!!
ونسال الله السداد والتوفيق
ينقل من مشايخه أنهم كانوا يمنعون من ظهور العالم على المنابر ووعظه للناس قبل سن الأربعين
فإذا بلغ الأربعين أجازوا له أن يخرج للناس
وكان شيخنا يعلله بأن المرء قبل الأربعين نظره غالبا يكون إلى الناس
فهو عرضة أن يغتر إذا رأى مدح الناس
وعرضة الانفعال إذا ذموه
ولكنه بعده (وكلام الشيخ في العلماء الذين تربوا على المشايخ بمعنى اتخذوا شيخا مرشدا في التصوف للتزكية)
يكون نظره إلى نفسه وإلى رسالته
ولا يؤثر فيه مدح الناس وذمهم كثيرا
قلت: كلام العلماء هذا كان في خروج العالم إلى المنبر ووعظه الناس
وهذا دون خروج مواقع التواصل الاجتماعي بكثير
ومع هذا كلامهم في زمانهم وفي العلماء وفرة -نظرا إلى زماننا- وفي العامة الخير، والنظر إلى كلام العلماء والاتعاظ بهم
وأما اليوم فنحن في زمان مختلف
والله المستعان
ثم هذا المعنى يمكن ذكر وجوه أخرى في بيانه
منها: أن العلم كيفية في النفس الإنسانية
بمعنى هو شيء يتكيف به الإنسان
ويبدو من تصرف كثير من الناس في زماننا
أنهم يظنون أن العلم متاع
قول يقال
ولفظ يلفظ
ورسم يُرسَم في الورق
ويخزن في الدفاتر والكتب
ولا يعرفون أن القول لفظ يقال ويسمع
وأما العلم فكيفٌ يستقر في الإنسان
وليس شيئا يلفظ ويقال ويسمع ويرسم ويخزن في غير النفس الإنسانية!
فالعلم كيفية نفسانية
هذا المعنى مع وضوحه وعدم الشك فيه
تكاد تقع في الشك من تصرف الناس اليوم
فتجد من الشباب الغر
ولم يطر شاربه بعد
يجد في نفسه ذكاء
ووسائل التواصل مليئة بالدروس والمقالات و....
يخوض في شيء من هذه المواقع
فيجد من نفسه أنه ملك العلم وأحاط به
وقد قرأ كتابا أو كتابين
أو سمع درسا أو درسين !
يظن أن العلم هو قول ورسم يرسم في الكتب
ولم يذق من اليقين ومن العلم شيئا!
فيقول لك: أما شرح المواقف فيكفي له أربعة أشهر
ائتوني بعده بكتاب جديد!
سيهضم الكتاب في أربعة أشهر ، ويكون بمنزلة السيد الشريف الجرجاني
هو رجل والسيد أيضا رجل
سيجلسان بعده جلوس النظير إلى النظير!!
فكلام العلماء هذا علاج لأمثال هؤلاء الشباب من هذه الناحية أيضا
فليعلم الطالب الشاب أن العلم ليس لفظا يقال ويسمع
وإنما هو شيء يستقر في العقل والقلب
والألفاظ وسائل بلا شك
فلا يشتبه عليه الوسيلة بما يتوسل به إليه
فليس كل ما تراه وتسمعه تعلمه!
فتمهل
واجلس إلى العلماء
وحاور وناقش
فإذا قضيت في سبيل العلم مدة طويلة
وأنت ملازم العلماء
بدأ ينبت في نفسك معان كنت تردد ألفاظها بلسانك
وأنت تزعم أنك قد أدركت القصة
فطلع أن ذاك كان حكاية القصة
وأنك نزلت الواقع الآن!!
ونسال الله السداد والتوفيق